يوم صيفي حار لاشئ يميزه عن باقي الايام ,الاانه كان أول يوم لاستلامها العمل في المستشفي الحكومي بعد تخرجها من كلية الطب بتقدير جيد .
رحب بها الزملاء ,لفت نظرها رئيس القسم ,شاب متزن نبرات صوته حاده , حازمه ,استطاع ان يشغل فكرها ,صارت تحب العمل لا لشئ الا لوجود رئيس القسم فيه , تتزين كل يوم وتتعطر لعلها تلفت نظره اليها ,
عرفت بمجهودها الخاص ابن من يكون , وانه يبحث عن عروس تشاركه مشوار حياته , احست انه عريس لقطه , وعليها الا تفوته من يدها .
تمر الايام تباعا ورئيس القسم لايعير وجودها انتباها , بل لعله لايعرفها بلاسم .
في ليله وكانت هي في الخفاره ,سارحه باحلامها مع عريس الغفله , فاذا بصوت المسؤله عن التنظيف بلمستشفي تضع يدها علي كتف الدكتوره وتسالها : اراكي سارحه شاردة الذهن فمن هو ياتري ؟؟؟.
تلعثمت في البدء ,وسرعان مااحست الدكتوره انها بحاجه لمن تحدثه بحبها ومشاعرها , لعلها تجد الدواء الشافي أو الرأي الرشيد .
اخبرتها بقصة حبها وتعلقهابرئيس القسم اللذي هو في شغل شاغل عنها .تبسمت مسؤلة التنظيف بخباثه وقاللت دوائكي عندي ,زوجي مشهور بعمل حجاب للمحبه وحين ترتدين الحجاب سيأتيكي العريس راكعا طالبا الاقتران به .
فرحت الدكتوره وطلبت رؤيت زوجها فورا , اخبرتها مسؤلة التنظيف انه لايقابل النساء تعففا وتدينا و الا انها ستكون الوسيط بينها وبينه , كل ماعليها ان تنفذ اوامرها ,وافقت الدكتوره فرحه ومسروره , ووعدت بلتنفيذ .
في الصباح جائت أم زينهم بورقة الطلبات وسلمتها للدكتوره ,كبد خروف صغير الحجم مشويه أو مقليه لايهم , مع ثلاث دجاجات حيه بشرط ان يكون لونها ابيض . وبعدها سيركع العريس . فرحت الدكتوره بلطلبات وقالت سهله في الحاال ستكون عندكي يا ام زينهم .في صباح اليوم التالي تعمدت المرور علي حجرة رئيس القسم لالقاء التحيه ,رد تحيتها بترحاب كعادته , ولكنها احست انه يميل اليها اليوم اكثر من ذي قبل ,وقبل ان تخرج من غرفته ناداها , تسمرت في مكانها وارتعش قلبها , قبل ان تلفت له , اخبرها انه بعد ساعه سيكون هناك اجتماع مع كادر الموظفين , تري ياهل تري , هل سيعلن خطوبته لي , هل سيعلن حبه لي امام الزملاء هذا ماراحت تحدث نفسها به وهي تنتظر موعد الاجتماع .
في الاجتماع المقرر راح رئيس القسم يشرح عن القلب , وكيفية مرور الدم به وضخه الي سائر البدن , كانت تحس ان كل حرف يقوله يقصدها به دونا عن الاخرين , والا لماذا اختار الحديث عن القلب دونا عن غيره , مرت ايام وليال ولم يطرأ تغير من رئيس القسم , وفي ليلة الخفاره قابلت أم زينهم وعاتبتها عن عدم حدوث تقدم , طمئنتها أم زينهم ووعدتها بان تكلم زوجها حتي يفعل العمل ويجدده وحتما سيأتي العريس رغما عن انفه , في الصباح جائت ام زينهم بورقه بها طلبات جديده , طلب اليوم , ثلاث فساتين مقاس أم زينم تحديدا , وحذاء مقاس ابو زينهم , وفي الطلب الاخر جهاز تسجيل يعمل بلكهرباء والبطاريه , والطلب الاخر كيلوين سمك مشوي , كل يوم طلب , وكل يوم الدكتوره تنفذ الطلبات التي لا تنتهي .
وكل يوم تتذمر الدكتوره من عدم حدوث تطور مع العريس , وأم زينهم توعدها خيرا وتطلبها صبرا , وتخبرها ان زوجها ابو زينهم يبذل قصاري جهده للمساعده , كيف لا وهو خبير في هذه الامور وانه ساعد الكثيرين , وانه يلجأ اليه اناس من مختلف الطبقات , ووقته ثمين جدا ومشغول جداا ,وأنه أكمل دراسته في هذا المجال في جامعات أوروبا !!!!.
الا انه أثر مساعدتها , تسمع الطبيبه الكلام وتمني النفسي بلفرج نهايت المطاف .
حتي جاء صباح يوم , دخلت المستشفي وكعادتها القت التحيه علي رئيس القسم ,رحب بها ,كان سعيدا جدا علي غير عادته , واعطاها مغلفا وهويبتسم , فتحت المغلف فاذا به بطاقة دعوه لحضور خطوبته علي احدي قريباته .
تزلزلت الارض تحت اقدامها ,خرجت من المستشفي مسرعه تسبقها دموعها , استطاعت بعد السؤال ان تستدل علي بيت أم زينهم فلم تكن تستطيع الانتظار حتي يوم الخفاره لتراها , طرقت الباب , فأذا بها أمام شخص شبه معتوه , ثيابه رثه باليه ,اصلع الرأس , عيناه جاحظتان لايركز النظر علي شئ , فمه واسع وقد سالت بعض قطرات من لعابه علي ياقة جلبابه ,استجمعت قواها وسالته اين ام زينهم اخبرها غير موجوده , سألته من أنت ؟؟ اجاب انا أبو زينهم يلزم خدمه !!!!
أدارت ظهرها للرجل بعد ان أحست بلقرف من منظره ,وراحت تتمتم وهي تمسح دمعها , ضاع العريس , وضاعت فلوسي يا أبو زينهم !
الرئيسية 
