مرحباً؛
شكراً لك عزيزي "كليفر" أن طرحت هذا الموضوع الشيق والحيوي. فالإنسانية في جوهرها "وجهة نظر" تعبر عن نفسها وتحدد موقفها بالنسبة لغيرها من الأطروحات الفلسفية الأخرى ولاسيما الفلسفات الماورائية والغيبية والدينية.
الإنسانية هي توجه يدعو إلى استعمال العقل وتوظيف "التفكير النقدي" في محاولة فهم ما يدور حولنا من متغيرات وظواهر طبيعية وذلك في سبيل التوصل إلى تصورات واقعية و"حقيقية" حول هذا الوجود العظيم المترامي الأطراف.
الإنسانية تسعى فيما تسعى إليه؛ التوصل لصياغات تؤكد على الكرامة الإنسانية وحق الإنسان في التمدن والتحضر والرقي. هي امتداد للنزعة "العقلانية" والتي ترتبط بفهم البيئة الطبيعية على نحو يضمن فهماً أدق لما يدور في هذه البيئة والتعرف على العوامل الأساسية المحددة "للقوانين الطبيعية" المنظمة لهذا الكون الرائع.
الإنسانية بالإضافة لنزعتها "العقلانية" فهي تتميز بنزعتها "الحقوقية" والتي تتمثل في إنشاء مجتمعات مدنية ذات توجه "علماني" و "ديمقراطي" يتخذ من حقوق الإنسان مرتكزاً وذلك لتحقيق الكرامة لأفراد المجتمع ومساعدتهم على الإرتقاء يكيانهم الفردي والجماعي ضمن عمل مؤسسي منظم.
الإنسانية هي توجه "عالمي" لا يؤمن بالعنصرية ولا يقبل بالتمييز ولا يؤمن بالإقصاء. فالكل له الحق في الوجود ومن ثم التعبير عن هذا الوجود في إطار سلمي ومدني مشروع وبناء.
شكراً لك عزيزي "كليفر" على طرحك ودمت أنت وجميع الأحبة بكل الخير والحب والسلام.