هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


Email:humanist.voice@gmail.com
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الأخلاق اللــوّزيــــّه (الأميجدالـــيـّـه)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رجل أعمال
مدير عام
مدير عام
رجل أعمال


المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 03/11/2007

الأخلاق اللــوّزيــــّه (الأميجدالـــيـّـه) Empty
مُساهمةموضوع: الأخلاق اللــوّزيــــّه (الأميجدالـــيـّـه)   الأخلاق اللــوّزيــــّه (الأميجدالـــيـّـه) Emptyالأربعاء نوفمبر 07, 2007 11:11 am

من الخـطـــأ أن نتصوّربأن ماهيّة ( الأخلاق) تعني بالضروره الفضيله الخيّره المطلقه والنمط السلوكي القويم , وأنها وُجــِدت لتدوم .... فالأخلاق صناعه بشريّه صرفه تمثّلت في قيم ومبادئ ومفاهيم أوليّه منفعيّة كان من نتائجها خلق عادات وتقاليد أخذت فيما بعد شكلاً من أشكال القوانين القائمه على التعامل مع الطبائع البشريه ووضع ضوابط واُطر تنظيميه لها تضبِط نمط سلوك الفرد داخل مجتمعه , والمجتمع مع إقليمه , و كان من نتائجها إفراز ما يسمى بالعقد الإجتماعي , ذلك العقد الذي تحوّل فيما بعد إلى قوانين تحمل في طياتها قابليه مرِنه للتطوّر وتجديد الذات .


إن الأخـلاق عند المجتمعات ماهي إلاَ إتفاقـيّـه غير مـُدوّنـــه بين الأفـراد ... ومع ما تحمله تلك الأخلاق من مضامين قد تبدو للرآئي حسنه وإيجابيه إلاّ أنها في أشكال أخرى تحمل في مضامينها الكثير من المساوئ والسلبيات والممارسات الإستبداديه ...ونظره سريعه إلى القوانين ( الأخلاقيه) للحضارات والشعوب السابقه , تكشف لنا الكثير من الممارسات الجائره والظلم والحيف تجاه الطبقه الأدنى , وحتى الحضارات التي إشتهرت بعلومها وتفوقها أخفقت في خلق منظومه أخلاقيه فاضله وخـيــّره .

لا يخفى كما جاء , أن الرُكن الركين في صناعة تلك الأخلاق بحاجاتها ومقاصدها هي العادات والتقاليد المتواتره منذ القدم...والتي أنتجتها عقول الحكماء آنذاك تلبيةً لمطلب حيوي ألأ وهو الحاجه المُلحـّه للأمن والأمان فشرّعت في سبيله الأنظمه والقوانين الرادعه , ولا يكاد يوجد مجتمع صغيراً كان أم كبيراً قديماً أو حاضراً إلا وله عُرف ينتهجه وتقاليد تحكم تصرفاته ...ومع إستمرار ترسيخ تلك العادات والتقاليد المُقــنـّـنه وتعاقبها أعطت إيحاء بأنها أساس الخير والفضيله , فتحوّلت تلك العادات إلى أخلاق مقدّسه تمارس في تمجيدها الطقوس والصلوات .






الأخلاق القسريّه :

...إن ماجرت عليه عـادة الأيدلوجيات ( المُتنفـّذه) في تصدير أخلاقها للمجتمعات المجاوره وبطرق قسريّه عنيفه تخلو من الإنسانيّه والحكمه والمنطق أدّت إلى صدام بين الحضارات , فبات التناقض والتضارب سمة تلك المجاميع وإلى الآن ...... وهذا ما أنبرى له مؤخرّاً المتخصّصين في علوم السلوك البشري والنفس وغيرهم من البيلوجيين الإجتماعيين كي يرصدوا ويحلـّلوا نتائج مثل تلك الممارسات على السلوك البشري ...والتي لا نزال نعاني من تبعاتها .


الأخلاق نِتاج عقلي إنفعالي تطور إلى منطقي منفعي :


إن العقل الإنفعالي العاطفي( الأميجدالي) * Amygdala نسبه إلى النتوء اللوزي في المخ , وهو أحد مراكز المخ الحوفي , والمسئول عن الإنفعالات العاطفيه . لدى الإنسان يقابله عقل آخرمنطقي ( قشرة المخ الجديده , والتي تعني بالتفكير المنطقي) , ولإسباب عضويه بحته يسيطر العقل العاطفي في كثير من افعال الإنسان على عقله المنطقي ....وهو - العقل الإنفعالي- من يُشكـّل في اللاوعي صفات الأنانيه وحبّ الذات والمصلحه , ويـُغلـّفها بغلاف عقلي منطقي ...تلك ( الأميجدالا) التي هي مستوعب ومخزن ذكريات العاطفه ومصدرالمشاعر والفرح والأحزان ...تلك ( الأميجدالا) التي تحافظ على حياتك بأن تجعلك على أهبة الإستعداد أمام النوائب والمصائب ...الأميجدالا ذلك النتوء الذي يجعل منك إنساناً رومانسي وآخر متوحشّ وآخر شجاع وآخر يجـّبن وآخر يضحي بنفسه وآخر يعشق إـــــــــــــــخ ...بإختصــار (الأميجدالا ) هي أنت وما أنت عليه .

إذن فإن كل إنسان يحمل في أعماق نفسه تلك المشاعر( الأنانيه وحب الذات والمصلحه) ويتعامل على أساسها.......فهو عندما يتـّخذ قرار معيّن يكون مُرتكز في ذلك على مبدأ النفعيّه الذاتيه ........ ونظره بسيطه من الإنسان في أسباب دوافعه يجدها تصبّ في مصلحته قبل غيره ...ذلك الدافع والمحرّك الذي بمقتضاه لجأ الإنسان المٌعذّب المُنهك من أحمال الدنيا آنذاك إلى أحضان الأديان الحنونه الدافئه بما تحتويه من طمأنينه و حـنوّ , ناهيك عن المغريات والجوائز... ولسان حاله يقول : موعدي الحياة الأبديّه والنعيم السرمدي ............وكفا بذلك عزاء .


الأخلاق الدينيه :




كلنا نتفق على أن ( ظاهر) الأخلاق الدينيه هو أقرب مايكون للخير والفضيله , وقد تكون في بعض الأحوال مثاليه لدرجة العجز ... فهي بتعاليمها قد أعطت إيحاء قدسي نقي خيـّر أشبعت به القلوب النهمه ( الإنفعاليّه) للعزاء النفسي والمواساة الروحيه ... وكان من الطبيعي أن تجنح تلك القلوب المُعذّبه نحو من يُعزيّها ويٌمنـّيها , فوجدت ضالتها في الدين المُعزّي , دين الفقراء والمساكين والمضطهدين في الأرض ...فأندفعت جحافل المتعبـين في الأرض نحــو حـظائرمُعزيهم الرحيم... وحاربوأ أشدّ مايكون في سبيله ومن أجله .... فتهافتت الحضارات أمام جيوش الربّ .

و ما أن أرست الدوله الدينيه قواعدها على الأرض حتى جمّدت ما لا يلائمها من دعواتها الأخلاقيه السابقه إلى ما يوائمها في مرحلتها اللاحقه وأحلـّت محلها القوانين التي تلبي سياسة الدوله ومتطلباتها وأسباب ديمومتها , لينكشف بعدها القناع الأخروي عن الوجه الدنيوي ...

وفي نهاية المطاف ما كان لِـيُكتب نجاح دوله إعتمدت في سياستها على قواعد أخلاقيه وعاطفيه ...... وهذا ما أدركه الدين وتداركه ...وكما يقال بأن الثوره تأكل أبنائها , قامت السياسه( المنفعيّه) الدينيه في ثوره على مبادئها الأساسيه وألجمت قوانينها المتراخيه بلجام القوه والسيطره و نقّحت قوانين بقوانين أكثر ملائمه مع طموحاتها وتطلـّعاتها , متجاوزةً مفاهيمها السماويه السابقه عديمة الجدوى ....فصار الدين إمبراطوريه جديده تحارب بأسم الرب مجازاً , وفي حقيقتها هي كسائر الإمبراطوريات الدنيويه السابقه إستبداداً وقسوه .




لقد بلعت البشريّه ( المُعـذّبه ) الطعم وأنقادت راضية مرضيّه نحو قلعة العزاء الأعظم ( الدين) ظنـّاً منها بأنه بوابـتها مدخل الخلاص ونوافذها إطلالـة الحريّه ... أراد الإنسان أن يكسر قيد العبوديه بمطرقة الدين , وغفل المسكين أنه يكسـر قــيـّد هنا ...وينتظره قـيّــدٌ هناك ........فكبـّل نفسه بنفسه وقد خانته للمره الأولى والأخيره غرائز المنفعه ودراسات الجدوى .




الخاتمه :

الأخلاق العاطفيه الضبابيه هي من تشكل الخطوره , ولكن بتحديد ملامحها عـقـّليـّاً تكون أكثر وضوحاً في خيرها وشرّها , ومنافعها وخطورتها , وبهذا نبتعد عن المخاطر الناتجه عن تفرّدها بالقرار ....فعلينا أن نثق بالعقل وندع له السيطره والرقابه على العاطفه من دون أن يستبدّ بها أو يتعالى عليها , ولأن العاطفه حينما يهذّبها ويشذبها العقل , سوف تثق بالعقل في آخر الأمر ويتم الصلح مابين العقل الإنفعالي والعقل المنطقي ( الغريزه والعقل) , فنتحرربذلك من قيود الأخلاق الدينيه المفروضه , ومن فكرة أن الله هو المتحكم والمتصرّف في حياتنا وأخلاقنا , لينتظم بعدها السلوك النفسي الأخلاقي الإنساني القويــم .... وتعمّ الفائده


عدل سابقا من قبل في الأربعاء نوفمبر 07, 2007 4:57 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الأخلاق اللــوّزيــــّه (الأميجدالـــيـّـه)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: صوت الانسانيين العرب :: ساحة العقائد والاديان-
انتقل الى: