هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


Email:humanist.voice@gmail.com
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ظاهرة الإعجاز العلمي المٌفبرك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رجل أعمال
مدير عام
مدير عام
رجل أعمال


المساهمات : 31
تاريخ التسجيل : 03/11/2007

ظاهرة الإعجاز العلمي المٌفبرك Empty
مُساهمةموضوع: ظاهرة الإعجاز العلمي المٌفبرك   ظاهرة الإعجاز العلمي المٌفبرك Emptyالسبت نوفمبر 03, 2007 4:50 pm

قضية أسباب الوجود ....قضيّه بدأت مع الإنسان منذ بزوغ ظاهرة الوعي المعرفي لديه ...تلك الظاهره التي تبلورت في الإنسان عند بداية آخر مرحله من مراحل تطور دماغه البيلوجي .

لقد راح الإنسان آنذاك يتفاعل بفضول غريزي وبنهم لا يشبع وإصرار لا يهدأ مع قضية الوجود وأسبابه وأهدافه والحكمه من وراءه ...تلك المسأله الغيبيه المجهوله التي أرّقت ونغـّصت عليه حياته...فالعقل لا يمكن له أن يتجاهل أو يتناسى مايدور حوله من ظواهر عجيبه ومجهولة السبب والأهداف , كما أنه مُطالبٌ من ذاته بالتفاسير والشروحات التي تنقض عندهُ المجهول وتحوّله إلى معلوم لكي تهدأ النفس المضطربه الفضوليه الجاهله من هموم جهلها , ولكي تستعيد تلك النفس توازنها المتأرّجح وتستقر.

لقد كان الفشل والخيبه من نصيب الإنسان في بداية معركته المعرفيه مع أسباب الوجود ...ولكن الإنسان لم ييأس فهو يتمتع بخاصيّه جبّاره لا تعرف المستحيل ولا يملكها من الكآئنات سواه , ألا وهي خاصيّة ( الخيال) التي لجأ إليها وإستعملها وأبدع في إستعمالها فبدأت الإجابات والتفسيرات تسيل من كل صوب وحدب كما السيل الذي يُنعش الأرض الجرداء ليُحييها من جديد بأشكال الحياة ...

وبعد أن هدأت نفس الإنسان من إضطرابها نتيجة وقوفها على أسباب وأهداف الوجود "الخياليّه", سرعان ما بدأت في تشكيل مراسيم وطقوس خاصه وعامه لكي تجعل من الأمر أكثر واقعيه وحيويه وديمومه .

إستمر هذا الخيال آلاف الأعوام , إلى أن جاء إنسان العصر الحديث ومعه من هو أقوى وأعظم وأفتك من خاصيّة " الخيال" التي شارفت على نهايتها المحتومه ...لقد جاء " العقل" ليحطّم قصور الخيال العاجيّه وينتـشـل أساساتها الهشّه بكل جداره وتصميم , ولسان حاله يقول " حضارةٌ من الخيال سادت وحان لها أن تـُباد ".


تهدّمت أركان الخيال وتهافتت راياته وفقد جيوشه و رعاياه, وأصبح مكشوف تذروه عواصف العقل ....ذلك العقل الذي حدّ من تحليقاته السماويه ليطمره بعدها في باطن الأرض حيث بدأ ....

ولكن لا يصح لنا أن نستهين بقوة ذلك الخيال المتأصلّ والمـُتشبّث في النفس البشريه , فالعقل قادر على هزيمته على أرض الواقع ولكنه يظل عاجز عن هزيمته داخل النفوس .

لهذا أنتفض البعض " المـُتـنـفـّـع" من أنصار مملكة الخيال في محاولةٍ يائسةٍ منهم ليـُعيدوا المجد المسـلوب ويُرجعوا الأمور إلى نصابها السابق , وقد أستحدثوا تكتيكاً جديداً في حربهم المقدّسة تلك وهو (العلم المُفبرك)...

وراحوا يفرزون كتبهم القديمه ويغربلون كل حرف وكل كلمه , لعلّهم يجدون ما يوافق أمراً علميّا حديثاً , أو نظريه علميه متواضعه , أو نبوءه حدث بالصدفه أن إنسجمت مع معلومة حديثة , وهلمّ جرّه.....وبطبيعة الحال ولأن اللغه محدودة الألفاظ واسعة الخيال, فقد إستطاعوا بفضل علومهم النحويه واللغويه من التلبيس والتدليس و لصق بعض الكلمات من هنا وهناك , وبنوعٍ من أنواع اليأس راحوا يزعمون بأن كتبهم قد ذكرت ما جاء به العلم الحديث , ولم يستطع أحد منهم أن يأتي بدليل مستوفي الشروط سوى عبارات طنـّانه تحتمل عشرات المعاني ومئات التفاسير ...

هم يعلمون بقرارة أنفسهم ضعف ووهن حججهم ودلائلهم , ولكنهم يستمرون بذلك العمل " المُربح" الذي يدرّ عليهم ملايين الملايين من العملات النقديه " الصعبه" , ولا يتم إستمرارهم وبقائهم إلا من خلال فتن العامه والتدليس عليهم وتعطيل عقولهم ...فلا حياة لهم بوجود العقل .

الخلاصه :

لقد عجز العقل قديماً عن إرضاء فضوله , فلجأ إلى الخيال في محاوله يائسه , وقد وجد في خياله ما يواسيه ويُعزّيه , فصبر على مضض....وعندما جاء العلم الحديث جائت معه الأجوبه الصريحه على تساؤلاتنا التي أرّقت أسلافنا , فأستبشرت البشريه خيراً وتهلّلت أساريرها ونقضت الخرافات والأساطير التي كانت سبباً في التخلف والقهر والظلم , وتلاشت المخاوف من المجهول بعد أن أصبح معلوم , و أنحطـّت نظريات أسباب الخلق والحكمه من الوجود إلى أدنى مستوى من مستويات الإهتمام البشري, حيث أنصرف إهتمام الإنسان نحو بناء نفسه ومجتمعه على أسس علميه ومنهجيه وقوانين عادله تحفظ للإنسان حريته وكرامته وحقه في الحياة الكريمه .



ولكن البعض الشاذ المتهافت لا يريد للبشريه السلام والسكينه ...هم في حنين شاذ يحاولون بأي شكل من الأشكال إرجاع الماضي التسلّطي القمعي....لا أعلم لماذا هذه الإستماته وهذا الإصرار الرهيب لإستعباد البشريه ...كما لا أعلم أي سبب يدعو الإنسان لأن يكون عبداً خانعاً للسماء بعد أن سبر الكون بمناظيره فلم يجد جنه ولم يجد نار ...بل وجد نفسه وحيداً مع نفسه ...نفسه التي هي جنــّّته إن شاء ...وإن شاء سوف تكون جحيمه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ظاهرة الإعجاز العلمي المٌفبرك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: صوت الانسانيين العرب :: ساحة العقائد والاديان-
انتقل الى: