باردة هي ليالي الشتاء،وحيدة أجلس في ظلامها,بانتظاراشتعال نبض الفجر بنوره المسفر،أحاول التكيف مع الوجود لكن الوقت واقف مجمّد يمضي بعُمري ويسرقه عُنوة منّي،الزمان ضدي أفهمه جيدا لكنه للأسف رجل أعمى هو ..لا يراني،والمكان أموت فيه رغماً عني، أرفضه وأعلَم جيداً انه سيأتي يوماً سينبشني من قبري ثم يلفضني
اذن فأهلاً بكَ أيها الظلام،مرحباً بكَ عزيزي،سوادك هذا يُغريني،أحب أن أسبح في محيطاته المعتمة والتجول في كهوفه باحثة عن فانتازيا جديدة مثيرة تُزيّن ليلي وتُحيي حفلتي الصاخبة المجنونة
لنبدأ الرحلة...ظلام....ظلام....ظلام....ضوء خافت...نور ساطع.... ها أنا وصلت
ها هو حبيبي..يقف كعادته ينتظرني على زاوية الطريق،بجانب مصباح مضيء..هو دائماً متواجد هنا،يصرف عنّي أمطار أحزاني الترابية،ويُعوّضني عن هزائم الايام الضبابية
أجري اليه بكل شوق ولهفه وأضمه الى صدري،أتمتم له بأحرُفٍ سعيدة أُعيدت لها الحياة،فتهدأ رعشتي بعد أن أستقرت في وطنها الحبيب.
يلتفت اليّ هو بنظرةٍ باسمة قائلاً: مضى عامٌ اذن يا حبيبتي،على أول سلام،أول رسالة،أول حديث،أول لقاء،أول قبلة
أرد عليه قائلة: نعم مضى عام، ففي كل ليلة أجدُكَ بانتظاري هنا بالمكان ذاته والعنوان ذاته،فكل عام وأنت دوماً الأبقى في وجودي،والحقيقي في حياتي،الأنقى في دمي،الأرقى في عيني،والأغلى في قلبي
يُمسك وجهي بين كلتا يديه ويقول:اذن لنحتفل،ونمرح في حلم قرمزي تكونين فيه أنتِ حوريتي المذهلة
فأجاوبه بالقول مبتسمه: رائع ..اذن أريد أن أستجم على رمال سواحِلُك العاجية الهائجة
يضحك ضحكته العالية المعتادة: مجنونة أنتِ
تمرلحظات صامتة بنظراتٍ متَكلّمة.. متيّمة..ناطقة لنا نحن الاثنان
قائلة له: حبيبي أفراحي دوماً مزورعة بذورها تحت ثرى لقائك.
قائلة لي: حبيبتي سأُقبّلكِ قبلة نتوحد بها بعد دروب الشقاء الطويلة،
لاتهتمي بالتفاصيل،لا ترهقي شفتيكِ، فقط استسلمي وكوني لي.