الشك في الدين من معضلات علماء الدين ،فلا يمكن لعالم
دين أن يعيش بدون شك في دينه، يقول الفيلسوف اسبينوزا:
أننا نعلم أن كثيراً ممن يشك الدين هم رجال الدين أنفسهم لأنهم أطلعوا على حقيقة تدينهم
،والغالب من العلماء تراودهم الشكوك في بعض مسائل الدين فكلما تقدم الإنسان في العلوم الدينية زادت شكوكه بهيا وزادت حيرته وقلقه وارتيابه، فمن شبه المستحيل أن تجد عالم دين لايشك في دينه وبعد أن تتعاظم هذه الشكوك والريبة في عقله فأمامه طريقين إما الادينيه وأما التسليم الأعمى ، فأن سلم تسليم أعمى نسب هذه الشكوك إلى الشيطان ، وطبعا الشيطان هو الشماعة المفضلة لعلماء الدين حيث تختصر عليه كثير من الوقت وتريحه من عناء البحث ويسلم من جهنم التي رهبوه بها لسنين طوال، وإما الطريق الثاني وهو اللا دينيه فهو الطريق الذي سوف يصطدم به مع المجتمع الذي لن يرحمه أبدا
وسوف يخسر مجتمعه وقيمته الاجتماعية و سيكون صديق العزلة ، أن العوام يعتقدون أن عالم الدين هو الإنسان السعيد في هذه الدنيا ولكنهم لايعلمون أنهم في الغالب هم اسعد منه ولا يعلمون انه هو من يسهر الليل لكي يجاوب على شكوكه التي لا تنتهي، واليكم هذا المثل للمفكر عبد الله القصيمي الذي كان قبل انقلابه على معتقداته من كبار علماء الدين وله الكثير من المؤلفات الدينية ومن اشهرمؤلفاته
![Sad](https://2img.net/i/fa/i/smiles/icon_sad.gif)
الصراع بين الإسلام والوثنية) وبعد أن وصل إلى مراحل متقدمه من التدين بدأت بذرة الشك تنبت في داخله وبداء يعيش الصراع مع الريبة حتى انتهى إلى الادينه ، يقول: عبد الله بن علي بن يابس ( وهو صديق القصيمي )
محدثاً عن حالة القصيمي ما نصه:
((كان القصيمي منذ أكثر من خمسة عشر عاماً تقريباً ، يجادل في البديهيات الدينية ، حتى أشتهر بكثرة جدله في الأمور الضرورية، وحتى كان يجادل بعض جلسائه في وجود نفسه، وحدثني صديق حميم من العلماء الأفاضل قال: كان القصيمي يأتي إليّ منذ خمسة عشر سنة تقريباً ويصرح لي بأنه تعتريه الشكوك إذا جن الليل ، فيسخن جسمه ، ويطير النوم من أجفانه
قال : وكان يجادلني في الله، وفي النبي محمد))
أن علماء الدين يعيشون حالة ريبه رهيبة ولا يجدون أجوبه لتسأولاتهم ، وليس كما يظن العوام وأنصاف المتعلمين ، فاغلب العوام يعتقدون أن عالم الدين وجد ضالته وأكرمه الله بهذا العلم الرفيع وهو في الواقع يعيش ماسآة حقيقية ، ويعود السبب الى أن الدين مليء بالخطوط الحمراء التي لايمكن تجاوزها ابد ولو تجاوزها هذا العالم لوصف بالكفر والزندقة ، ممايجعل هذا العالم تزداد شكوكه لئن لايجد أجوبه مقنعه لأسئلته ويعيش في دوامه لاتنتهي من الشكوك والظنون فمره يقول في داخله ربما كان تفسير كذا بكذا وربما كانت حكمه إلهيه ولكن لاتشفي مابداخله من شكوك مما يجعله يصاب بالإحباط النفسي لأن من طبيعة البشر كره والخوف من الأشياء الغامضة التي لاتفسير لها ، مما يجعل هذا العالم يضطر الى الوقوف عند هذا الحد وفي هذا الحالة أما أن ينقلب على معتقداته ويتحول إلى لا دينيه لكي لا يقف عند حد من التفكير وأما أن يسلم تسليما أعمى .
( منقول )